واشنطن: "شر البلية ما يضحك" .. هذه المقولة تنطبق علي فيروس جديد يهاجم الحاسبات الإلكترونية ويقوم بإغلاق جهاز الكمبيوتر ولا يستطيع المستخدم إعادة تشغيله مرة أخري حتى يدفع مبلغاً من المال نظير ذلك، فلك أن تتخيل ماذا تفعل وأنت أمام الكمبيوتر وفجأة وبدون أى مقدمات يُغلق الجهاز دون تدخل منك ويطلب منك دفع المال حتي ترجع الأمور إلى طبيعتها.
وفي تقليعة جديدة من نوعها، حذرت شركة "صنبيلت سوفتوير" المتخصصة في تطوير برمجيات الحماية الأمنية من ظهور طراز جديد من ملفات الاختراق من نوع "حصان طروادة" تقوم بإغلاق الحاسب نهائياً أمام المستخدم، وتطلب 35 دولاراً مقابل إعادة تشغيله مرة أخري.
وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة أليكس إكيلبيري أن هذه النوعية من "حصان طروادة" تقوم فور إصابتها الحاسبات الإلكترونية بتحويل مستخدميها لدفع الأموال، مشيراً إلى أنه يستخدم نفس نظام الدفع الذي تستخدمه المواقع الإباحية على الإنترنت.
يذكر أنه ظهر في السابق أنواع من الفيروسات تقوم بنفس المهمة التي ينفذها الإصدار الجديد من "حصان طروادة" ، ومنها فيروس "جي بي كود" الذي ظهر منتصف العام الماضي والذي يقوم بتشفير الملفات المحفوظة على الحاسبات المصابة، ويطلب 300 دولار لفك تشفيرها مجدداً.
ومنذ أيام قليلة احتفل قراصنة الكمبيوتر ببداية العام الجديد على طريقتهم الخاصة، فاستهلوه بتوجيه ضربة قاضية لأكثر من خمسة آلاف جهاز كمبيوتر وقعوا ضحية لفيروس جديد يستغل بعض العيوب التى يسهل مهاجمتها فى نظام التشغيل "ويندوز" الذي تنتجه شركة "مايكروسوفت".
وأحصت شركة "آى ديفنس" لمعالجة الفيروسات إصابة أكثر من 5 آلاف جهاز كمبيوتر بهذا الجيل الجديد من الفيروسات الذي يُطلق عليه "ميبروت"، وما أن يدخل إلى جهاز الكمبيوتر حتى يصبح بإمكانه إنزال برامج أخرى مثل "المتسلل" الذى يتيح سرقة المعلومات الحيوية لصاحب الجهاز بما فيها أرقام الحسابات المصرفية الإلكترونية وكلمات السر والدخول إليها.
وأشار أليا فلوريا الخبير فى شركة "سيمانتيك" لمعالجة الفيروسات إلى أنه إذا كان بإمكان المستخدم السيطرة على جهاز إعادة التشغيل الرئيسى، فمن السهل بعد ذلك السيطرة على جهاز الكمبيوتر.
وهو ما يعطي مؤشراً لامتداد سلسلة جديدة من هجمات القراصنة استكمالاً لما حدث عام 2007 الذي أطلق عليه "عام القرصنة الرقمية"، وهو ما أظهرته تقارير علمية حينما أكّدت أن هذا العام شهد أعلى نسبة لسرقة البيانات الشخصية والحسابات المالية وبطاقات الاعتماد في تاريخ الاتصالات الحديثة، وذلك بفضل النشاط المتزايد لقراصنة المعلوماتية، الذين رجّح التقرير أن يستمروا في نشاطهم، متخطين أنظمة الأمن الحديثة.
وأشارت مؤسسة مركز "الهوية المسروقة"، وهي جمعية أمريكية متخصصة في متابعة ضحايا القرصنة إلى أنها سجلت خلال العام الجاري أكثر من 79 شكوى من حالات اختراق أو سرقة معلومات أو بيانات شخصية في الولايات المتحدة، وهي نسبة تفوق بقرابة أربع مرات ما تمّ تسجيله في العام 2006.
وتأكيدًا على ذلك، قالت جمعية "أتريتون" التي تهتم أيضًا برصد حالات الاختراق الإلكتروني، أن العام 2007 شهد على المستوى الدولي 162 مليون شكوى من حالات اختراق أو سرقة معلومات أو بيانات شخصية، وذلك مقابل 49 مليون حالة للعام 2006.
واعتبرت الجمعية أن هذه الأرقام مبررة، وذلك بفعل تقدم الأعمال السريع والذي يرتب على الشركات زيادة المعلومات التي تحتفظ بها مما يرفع من فرص الاختراق.
وتظهر التقارير المقدمة ازديادًا في حالة فقدان الموظفين لمعلومات حساسة، خلال تعرض مواقع شركاتهم لضربات قراصنة الكمبيوتر "هاكرز"، إلى جانب ارتكاب الموظفين لأخطاء ناجمة عن الإهمال، تفتح الباب أمام تعرض شركاتهم لخطر الضربات الإلكترونية، كما حدث عندما فقدت إحدى المحلات الكبرى في الولايات المتحدة جهاز كمبيوتر محمول يحتوي بيانات عملائها
الموضوع الاصلي
من اوائل البرامج