كثيرة هي أخبار العشاق التي تحكي قصص الحب والعشق التي تعذب
بها أصحابها، ونروي هنا إحدى هذه القصص وهي حكاية حب واستشهاد فتى بني أسد وسعدى، يذكر أبو بكر " محمد" بن خلف المرزبان أنه : كان هناك فتى من بني أسد يهوى فتاة من فخذة اسمها سعدى، وكان هذا الفتى من بيت مال وعز وشرف، وكانت الفتاة من بيت متواضع، فكان والده يرفض أن يزوجه بها ويريد له من هي أحسن وأفضل منها، وكلما عرض عليه فتاة ليتزوجها رفضها الفتى رافضاً الزواج إلا ممن رغبت بها نفسه.
ولما يأس والد الفتاة من زواج أبنته ممن تحب، قام بتزويجها من غيره، وفي إحدى المرات التقى كل من الفتى والفتاة فقال لها:
لعمرك يا سعدى، لطالما تأيمي
ومـعصيتي شـيخي فـيك iiكليهما
وتركي ذا الحيين لم أبغ iiمنهما
سواك ولم يربع هواى iiعليهما
فقالت له الجارية
حـبـيـبـي لا تــعـجـل لـتـفـهـم حـجـتـي
كـفاني مـا بـي مـن بـلاء ومـن iiجـهد
ومــــن عــبـرات تـعـتـريني iiوزفـــرة
تـكـاد لـهـا نـفـسي تـسيل مـن الـوجد
غـلبت عـلى نـفسي جـهارا ولم أطق
خــلافـاً عــلـى أهـلـي بـهـزل ولاجــد
ولــن يـمـنعوني أن أمـوت iiبـرغمهم
غداً جوف هذا الغار في جدث وحدي
فــلا تـنس أن تـأتي هـناك، iiفـتلتمس
مـكاني فـتشكو مـا تـحملت مـن iiجهد
فلما كان في غد أتاها حيث زعمت له، فوجدها ميتة فحملها، فأدخلها شعباً ثم ألتزمها فمات معها، ولم يعلم لهما خبر، فإذا هاتف يهتف على الجبل الذي هما فيه، وكان الجبل يدعى أعرافا.
إن الكريمين ذوي التصافي
الـذاهبين بـالوفاء iiالـصافي
والله مـا لاقـيت في iiتطوافي
أبـعد مـن غدر ومن إخلاف
من ميتين في ذرى iiأعراف
قال : فصعد القوم الجبل، فوجدوهما ميتين فواروهما
الموضوع الاصلي
من اوائل البرامج