العيد لا يقتصر على الأطفال .. فماذا تلبسين هذا العيد ؟
نعم .. العيد لا يقتصر على الأطفال، سواء من ناحية الملبس أو العيدية وغيرها من الأمور التي تدخل السعادة إلى النفس، إذ لا يمكن ان نتجاهل حقيقة أن بداخل كل واحد منا، مهما بلغ من العمر، طفلا يتسول التميز ويتوق لنيل الإعجاب، لا سيما في هذه المناسبة المهمة.
وإذا كان الرجل في الغالب لا يحيِّر، فأزياؤه معروفة وألوانه واضحة، فإن المرأة، على العكس منه، تجد نفسها في كل عيد أمام تحد جديد، إذ عليها ان تختار ما يتماشى مع اجواء العيد والبيئة العربية، وما هو مواكبا لخطوط الموضة، ومتجددا في الوقت ذاته.
ورغم كل ما تتمتع به الأزياء الشرقية التي توارثناها جيلا بعد جيل، من جمال ودفء وسحر، إلا ان النفس تهفو أحيانا إلى التغيير.
ففي هذه المناسبة، مثلا، تخرج المرأة المغربية أجمل قفاطينها لاستقبال الأهل والاقارب وتبادل الهدايا معهم، الهدايا تكون في الغالب على شكل حلويات وفطائر، فيما تلجأ المرأة الشرقية إلى عباءاتها الفخمة.
لكن المشكلة في هذه الأزياء انها تكون احيانا مثقلة بالتطريزات والتفاصيل إلى حد يعيق الحركة، وبالتالي يناسب المرأة التي تنوي الجلوس طوال الوقت، فقط.
أما الشابة التي تميل إلى الحركة، فإنها تجد صعوبة في التكيف مع هذه التصاميم الفخمة، وتفضل عليها التصاميم العصرية أو الغربية، رغم ما يسببه الأمر من إثارة لحفيظة الأهل.
وحتى في هذه الحالة، فهي تواجه مشكلة تتمثل في أن فساتين السهرة، كما تسميتها، مخصصة للمساء والسهرة، وهذا يجعلها نشازا خلال النهار، بل وقد تبدو المرأة متكلفة فيها بعض الشيء، هذا عدا ان الكثير من تصاميمها لا تناسب أجواء العيد والبيئة العربية، وتحتاج إلى إيشارب أو كنزة مفتوحة وما إلى ذلك.
الحل في هذه الحالة قدمه كبار المصممين في المواسم الأخيرة، حين زاوجوا بين الشرق والغرب، وابدعوا قطعا كل ما فيها يعبق بسحر الأول، ويحمل خفة وعملية الثاني، خصوصا بعد أن وجه العديد منهم الأنظار إلى ثقافات بعيدة، من المغرب إلى الهند مرورا بالجزيرة العربية.
فالقفاطين والعباءات والتطريزات الغنية فضلا عن الألوان الصارخة والدافئة كانت حاضرة في العديد من عروض الكبار، الذين نذكر منهم أنا موليناري، صاحبة ماركة «بلومارين».
هذه الاخيرة نجحت في تقديم مجموعة من القطع المستوحاة من القفاطين المغربية والعباءات العربية تبدو للوهلة الاولى انها من إبداع عربي محض، مما يؤكد انها قامت بدراسة وافية عنها، وطعمتها بالذوق الإيطالي الذي لا يعلى عليه، لتكون النتيجة خلطة في غاية الجمال، ويمكن لأي امرأة ان تختال بها في أي مناسبة مهمة، سواء في النهار أو في المساء، من دون ان تشعر بأنها مبهرجة أو مبالغة، أو أن التألق والتميز ينقصانها.
والأهم من هذا فهي تناسب المرأة الشرقية أكثر من غيرها، بالنظر إلى ألوانها. من جهته قدم البريطاني المهووس بتوابل مدينة مراكش، وضجيج أفريقيا، ماثيو ويليامسون، فساتين لا تفرق كثيرا عن العباءات في تصميماتها وتطريزاتها مع لمسة بوهيمية خفيفة.
فالمعروف عن هذا المصمم انه مهووس بالشرق يزوره في كل مجموعة يقدمها، بل يمكن القول ان شهرته قامت اساسا على هذا العشق.
فقد كان في فترة من الفترات، الوحيد مع ابنة بلده أليس تامبرلي، الذي اسهب في التطريزات والنقوشات في فساتين النهار.
وكان أسلوبه هذا هو الذي ساعده للوصول إلى وظيفة مصمم فني لدار إيمليو بوتشي الإيطالية العريقة، المعروفة هي الأخرى بأسلوبها المنطلق ونقوشاتها الصارخة، بعد ان تركها الفرنسي كريستيان لاكروا.
ما نجح فيه ماثيو ويليامسون، إلى جانب أنا موليناري أنهما احترما الثقافة التي استوحيا منها هذه الإبداعات، ولم يحاولا إخضاعها لعمليات جذرية لإخفاء معالمها، بل العكس كل ما قاما به هو أنهما خففا من تفاصيلها الكثيرة وفخامتها الثقيلة، ربما لأنهما نظرا إليها من الخارج بنظرة أكثر موضوعية تخلو من العاطفة.
ولا شك انهما بهذا يقتفيان خطوات الكبار من الذين يستقون الافكار ويحترمون المصدر من أمثال الراحل إيف سان لوران، الذي عشق أجواء مراكش وتأثر بألوانها، وطبعا قفاطينها فقد كان صديقا للعارضة وسيدة المجتمع ثاليتا غيتي، اول من سلط الضوء على هذه المدينة وأكثر من جعلها نقطة جذب للنجوم والمشاهير.
فثاليتا كانت عاشقة للقفطان المغربي، وهي التي أدخلته إلى ثقافة الهيبيز، وكانت وراء كل الترجمات التي رأيناها له في ما بعد.
وإذا كان القفطان المغربي يدين لأحد في وصوله إلى العالمية، فهو يدين حتما إلى هذه الحسناء التي سلطت الضوء على جمالياته حتى قبل ان يتنبه إليه كبار المصممين من امثال إيف سان لوران، أو أوسكار دي لارونتا وغيرهما.
المصمم روبرتو كافالي، ايضا قدم فساتين يمكن ان تعوض عن العباءة في النهار، نظرا لقصاتها المحتشمة، إن صح القول، وتفاصيلها التي تليق بأي امرأة انيقة، مثل هذا الفستان المطبوع بالنقوشات، ماركته المسجلة.
الموضوع الاصلي
من اوائل البرامج